مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية / جامعة بابل

Transcript

1 التحديات التي واجهت الم أرة اليسارية اليونانية )د ارسة تاريخية( م. وائل جبار جودة كلية التربية للعلوم االنسانية/ جامعة المثنى Challenges that Faced the Greek Left-wing Woman ( )- A Historical Study Lec. Wael Jabbar Jouda College of Education for Human Sciences/ Muthanna University Wailjabbar08@gmail.com المختص ارت معناه المختصر D.A.G K.K.A P.D.E.C W.I.D.F Democratic Army of Greece Greek Communist Party Panellinia Dimokratiki Enosi Gynaikon - Panhellenic Democratic Union of Women Women s International Democratic Federation ترجمته الجيش الديمق ارطي اليوناني الحزب الشيوعي اليوناني االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة االتحاد الديمق ارطي الدولي للم أرة Abstract Challenges facing women leftist Greek (historical study) Discussed the research challenges facing women leftist Greek during the years , before the Jordan Valley in the study of the subject of research Browse Find an overview of the political role of the Greek women since the establishment of the Greek Revolution of 1821, to break away from the Ottoman Empire until the end of World War II, women leftist has been Greek to all sorts of political pressures, imprisonment and exile to many remote and social Greek islands of relatives of women leftists and psychological has been raped and shaved heads and forcing them to strip naked in public places, in order to leave the intellectual principles, and return to their traditional roles of the care of her husband and her family, besides the Communist party of Greece is in the left-wing behavior of women and forced her to leave her children in the Eastern bloc countries. الملخص ناقش البحث التحديات التي واجهت الم أرة اليسارية اليونانية خالل االعوام وقبل الغور في د ارسة موضوع البحث أستعرض البحث لمحة عامة عن الدور السياسي للم أرة اليونانية منذ قيام الثورة اليونانية عام 1821 لالنفصال عن الدولة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية فقد تعرضت الم أرة اليسارية اليونانية الى شتى أنواع الضغوط السياسية والسجن والنفي الى العديد من الجزر اليونانية النائية واالجتماعية من أقرباء النساء اليساريات والنفسية فقد تعرضن لالغتصاب وحلق الرؤوس واجبارهن على التعري في االماكن العامة من أجل ترك مبادئها الفكرية والعودة الى أدوارها التقليدية المتمثلة بالعناية بزوجها وعائلتها الى جانب ذلك فإن الحزب الشيوعي اليوناني قيد سلوك الم أرة اليسارية وأجبرها على ترك أطفالها في بلدان الكتلة الشرقية. الكلمات المفتاحية: اليونانية الم أرة اليسارية السجن والنفي اعالنات التوبة الحزب الشيوعي اليوناني. 336

2 المقدمة واجهت الم أرة اليونانية ت اركمات الضغوطات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي مرت على بلدها بكل حزم وثقة على مر تاريخها ومن هذا المنطلق حاول الباحث عن طريق هذا البحث تسليط الضوء على التحديات التي واجهت الم أرة اليسارية اليونانية خالل األعوام ملتمسا لنفسه العذر بعدم وجود د ارسة سابقة على مستوى الد ارسات االكاديمية العربية بينت تلك التحديات وآثارها وأبعادها ورفد مكتباتنا العربية بمعلومات ذات قيمة تاريخية في هذا المجال. تضمن البحث مقدمة وأربعة محاور وخاتمة أستعرض المحور االول لمحة عامة عن التاريخ السياسي للم أرة اليونانية منذ عام 1821 حتى عام 1945 وتمخض عن د ارسة هذا المحور الوعي السياسي الذي امتازت به الم أرة اليونانية منذ قيام الثورة اليونانية من أجل االستقالل عن الدولة العثمانية وبعد االستقالل السياسي لليونان قدر للم أرة أن تعود الى أدوارها التقليدية في الحفاظ على عائلتها وزوجها وبعد نهاية الحرب العالمية االولى ظهرت العديد من المنظمات التي طالبت بحقوق الم أرة اليونانية بحيث لم يعترف قانونيا بحق الم أرة في التعليم بكافة مستوياته إال في عام 1929 وخالل عقد الثالثينيات من القرن العشرين استمرت الم أرة بالدفاع عن حقوقها على الرغم من اصطدامها بالمعوقات السياسية التي عارضت مشروعها السياسي وخالل الحرب العالمية الثانية برز دور الم أرة اليونانية في مواجهة القوات االلمانية التي أحتلت اليونان خالل االعوام وبعد ذلك حدث جمود سياسي لنشاط الم أرة اليونانية عام ناقش المحور الثاني التحديات السياسية التي واجهت الم أرة اليسارية اليونانية خالل األعوام والسيما بعد تشكيل الجيش الديمق ارطي اليوناني فقد انضمت إليه أعداد غفيرة من النساء بسبب بطش الجماعات اليمينية الموالية للحكومة ضد المناطق والقرى المعارضة للحكومة اليونانية آنذاك وحاول الحزب الشيوعي اليوناني المحافظة على العالقات بين الرجل والم أرة وجعلها مقدسة بين الطرفين وكانت خطابات الحزب الشيوعي اليوناني مؤيدة للنهج البروتستانتي إال أن تلك الخطابات مجرد شعا ارت بحيث أجبر الحزب النساء الشيوعيات اليونانيات الحوامل الوالدة في بلدان الكتلة الشرقية وترك أوالدهن والعودة الى اليونان للقتال بصفوف الجيش الديمق ارطي اليوناني ونتيجة بطش القوات الموالية للحكومة في تعاملها مع النساء الموجودات في المناطق المعارضة للحكومة اليونانية ازد عددهن بشكل كبير في الجيش الديمق ارطي اليوناني عام تابع المحور الثالث التحديات االجتماعية التي واجهتها الم أرة اليونانية خالل األعوام فقد صورت الحكومة اليونانية الجماعات الشيوعية بأنها مجموعات ليس لها ملة أو دين وبما أن المجتمع اليوناني متمسك بالعادات والتقاليد فكانت النظرة الى الم أرة الشيوعية بأنها ال تعترف بالعادات والتقاليد الى جانب ذلك تم تحشيد الكنيسة األرثوذكسية ضد المؤيدين للفكر الشيوعي ونتيجة لذلك أخذت بعض العوائل تضغط على بناتها من أجل التخلي عن الجماعات الشيوعية وبالمقابل عدت الجماعات الشيوعية كل من وقع على اعالنات التوبة يعد خائنا فضال عن ذلك عمدت الحكومة اليونانية الى رسم ب ارمج إلعادة تأهيل النساء المعتنقات للفكر الشيوعي أو المؤيدات له من أجل االبتعاد عن أيديولوجيات الشيوعية. وركز المحور األخير على معاناة الم أرة في ظل السجون والمعتقالت الحكومية خالل األعوام فقد تعرضت عدد كبير من النساء الى االغتصاب والتعذيب التجويع من أجل إجبار النساء على ترك مبادئهن ونفيت بعض النساء الى بعض الجزر اليونانية النائية فقد عاشت في ظل المعتقالت في ظروف معاشية قاسية فكن يقضين أغلب أوقاتهن داخل زن ازناتهن ومورست بحقهن ممارسات غير اخالقية مثل حلق رؤوسهن أو االعتداء عليهن أمام ذويهن أو إجبارهن على التعري في االماكن العامة. ومن أهم المصادر الم ارجع المعتمدة في البحث بعض المصادر باللغة اليونانية ومصادر أخرى باللغة االنكليزية فقد كتب أن أندرويت كتاب أشبه بالمعجم عن تاريخ الم أرة اليونانية.Ν Ανδριώτης, ΧΡΟΝΟΛΟΓΙΟ ΙΣΤΟΡΙΑΣ ΤΗΣ ΝΕΩΤΕΡΗΣ ΕΛΛΑΔΑΣ, Η ΣΥΝΙΣΤΩΣΑ ΤΩΝ ΓΥΝΑΙΚΩΝ, ΓΓΙΦ الى جانب ما كتبة 337

3 بوليمرز فوجلز عن السجناء خالل الحرب االهلية اليونانية: Polymeris Voglis, Becoming a Subject: Political Prisoners During the Greek Civil War وكذلك كتاب جانيت هارت الذي تحدث فيه عن أصوات جديدة في االمة الم أرة والمقاومة اليونانية Janet Hart, New voices in the Nation: Women and the Greek 338 : ( ) Resistance وهذا ال يعني اغفال باقي المصادر والم ارجع وانما ما تم ذكره كان قريبا من مغزى البحث. أوال : لمحة عامة عن التاريخ السياسي للم أرة اليونانية : عرف عن الم أرة اليونانية نضالها السياسي منذ قيام الثورة اليونانية ) ( ضد السلطات العثمانية فقد ساندت الزوجة واالم واالخت الثوار اليونانيين في تحقيق أهدافهم في االستقالل وشاركت بصورة فعلية في القتال وأسست جمعية آيريندس I'riends( )Society of لتنظيم الثورة وكانت بعض عضواتها ينسقن نشاطهن السياسي مع الثوار وال توجد )1( إحصائية دقيقة لعدد النساء المشاركات في القتال في المعارك التي دارت في البر والبحر والدليل على عظم مشاركة الم أرة هناك العديد من االغاني الشعبية بينت دور الم أرة في تلك الثورة الى جانب بعض اللوحات الفنية التي صورت بعض البطالت )2( اليونانيات خالل مرحلة الثورة. نجحت اليونان في نيل استقاللها عام 1832 ونتيجة لذلك طلب من الم أرة اليونانية أن تعود ألدوارها التقليدية والمتمثلة في رعاية زوجها وأطفالها وتكوين أسرة صالحة تخدم المجتمع اليوناني دون فسح المجال السياسي لها وجاءت الدعوة االولى إلعطاء الم أرة حقوقها السياسية في عام )3( 1912 من قبل البرلماني اليوناني ثانوس تيبالدوس )4( مباسياس ( Θάνος )5( )Τυπάλδος-Μπασιάς إذ طالب بمساواة الم أرة بالرجل في الحقوق ولكن دعوته لم تتلق آذان صاغية وعلى الرغم من ذلك لم تيأس الم أرة اليونانية من المطالبة بحقوقها السياسية فقد تأسس المجلس الوطني للم أرة اليونانية في آب عام )6( وهو جزء من المجلس الدولي للم أرة 1919 وقد شكل فرع اليونان من عدد محدود من النساء المتعلمات والمثقفات من الطبقة )7( البرجوازية حاولن عن طريق هذا المجلس طرح بعض القضايا االجتماعية الحساسة ومناقشة وضع الم أرة القلق في اليونان ي ازد على ذلك تم تأسيس جمعية حقوق الم أرة في السادس عشر من نيسان عام 1920 ولكن تلك الجمعية هي األخرى لم تحقق االهداف المرسومة لها وذلك ألن طبيعة المجتمع الذكوري لم يؤمن بدور الم أرة السياسي آنذاك والدليل على ذلك عندما )8( أقترح رئيس الوز ارء اليوناني ديمتريوس غوناريس Γούναρης( )Ο Δημήτριος عام )9( االنتخابات البرلمانية اليونانية وجوبه بمعارضة قوية من قبل العديد من المعارضين لهذه الفكرة تصويت النساء في وطغت القيم الليب ارلية على الخطاب النسوي لجمعية حقوق الم أرة المتمثلة في المساواة والحرية والعدالة وااليمان المطلق بالقد ارت النسوية الكامنة غير المستغلة من الناحية السياسية وحاولت جمعية حقوق الم أرة المذكورة آنفا اكتساب الحقوق السياسية للم أرة بشكل منهجي عن طريق االهتمام بقضايا أخرى مثل: العمل والتعليم وتنظيم قانون االسرة وحماية االمومة واالطفال غير الشرعيين وتسوية مشكلة الدعارة ومن النشاطات التي قامت بها جمعية حقوق الم أرة هو افتتاحها مدرسة لتعليم النساء الكبار عام 1921 الى جانب دار وطني يأوي االيتام عام 1922 فضال عن ذلك تم تأسيس اربطة حماية النساء السجينات واالحداث وكذلك جمعية حماية االتجار بالبشر عام 1925 ي ازد على ذلك افتتحت المدرسة المسائية للنساء العامالت في عام )10( ونتيجة لجهود جمعية حقوق الم أرة تعالت أصوات بعض البرلمانيين اليونانيين عام 1925 والبالغ عددهم سبعين نائبا من أصل ثالثمائة نائب بمنح الم أرة اليونانية الحق في ممارسة حقها في االنتخابات المحلية ولكن لم يكتب لتلك الدعوات )11( النجاح. ويمكن االستنتاج مما تقدم إن ربع عدد البرلمانيين تقريبا اقتنعوا بأهمية اعطاء الفرصة الكاملة للم أرة بممارسة حقها )12( السياسي في االنتخاب وهذا دليل واضح على مدى تأثير نشاط جمعية حقوق الم أرة في الساحة السياسية اليونانية ولكن لم تحصل على النتائج المرجوة بسبب عدم تقبل غالبية المجتمع اليوناني المحافظ على دخول الم أرة في الميدان السياسي.

4 واعترفت الحكومة اليونانية عام 1929 بالحق القانوني للفتيات في التعليم بكافة مستوياته وعلى الرغم من إن هذا االج ارء كان يصب في مصلحة الم أرة اليونانية إال إن االزمة االقتصادية العالمية ) ( كان لها تأثير سلبي على )13( واقع الم أرة اليونانية مشددة عليهم فقد عمدت الحكومة اليونانية الى تسريح النساء واالطفال العاملين في القطاع الحكومي وفرض قيود )14(. ويمكن القول إن هذا االج ارء الذي اتخذته الحكومة اليونانية وقف حاج از قويا ضد تطلعات الم أرة اليونانية التي كانت تروم الى إثبات وجودها في المجتمع اليوناني كفرد منتج ال تقل شأنا من الرجال وبذلك فإن حلم دخولها الميدان السياسي قد عطل في هذه المرحلة بسبب إبعادها عن ممارسة حقها في العمل. ونتيجة للخالفات السياسية النسوية الشديدة التي مزقت الجهود السياسية لجمعية حقوق الم أرة والسيما أن النساء من ذوي الطبقة البرجوازية المؤمنات بدور الم أرة المتعلمة رفضن مشاركة النساء غير المتعلمات في القوائم االنتخابية المجلس الوطني للم أرة على العكس لعضوية من ذلك فإن النساء ذات التوجهات اليسارية التي طالبت بمشاركة جميع النساء في تلك االنتخابات وأنعكس ذلك سلبا على عالقة المجلس الوطني للم أرة اليونانية بالمجلس الدولي وفي نهاية المطاف انسحب المجلس الوطني اليوناني للم أرة عام 1934 )15(. وبرز نشاط النساء الشيوعيات اليونانيات خالل عام 1934 فقد شكلن اللجنة النسائية الوطنية للم أرة ضد الحرب والفاشية واللجنة النسائية للمنظمات التعاونية عام 1935 )16( أيضا ودافعت تلك المنظمات عن الحقوق السياسية للم أرة وطالبت بمساواتها بالرجال و اربطة الم أرة العاملة عام ولم تتوقف جهود النساء الشيوعيات عند ذلك الحد بل أسسن عام 1936 لجنة للخدمة المدنية للم أرة العاملة في أثينا وركزت تلك اللجنة على النساء العامالت اليونانيات وجرى تقييد شديد لنشاطات الم أرة والسيما بعد مجيء رئيس الوز ارء )17( اليوناني ميتاكساس )Μεταξά( في ال اربع من آب من العام المذكور فقد حل جمعية حقوق الم أرة وجميع الجمعيات النسائية االخرى ونتيجة لذلك بقي النشاط السياسي للم أرة شبه معطل حتى عام التي انطلقت في الثامن والعشرين من تشرين االول عام )18( 1940 وشهدت الحرب االيطالية اليونانية 1940 مشاركة الم أرة اليونانية فيها وهي ملثمه فقد ساعدت قوات المشاة اليونانية في تطهير بعض المم ارت الجبلية وكذلك في نقل الذخيرة الى ميدان المعركة بسبب عدم وجود الطرق والبغال )19( والحمير وهذا دليل واضح على الروح الوطنية العالية التي تمتعت بها الم أرة اليونانية. واجهت القوات االلمانية مقاومة شديدة من قبل القوات اليونانية فقد قامت القوات االلمانية بأكبر عملية إن ازل جوي في )20( الحرب العالمية الثانية في جزيرة كريت فقد هبط آالف المظليين االلمان وبرز دور النساء في معركة كريت التي جرت في العشرين من أيار عام 1941 وذلك عن طريق مشاركتهن في القتال ضد القوات الغازية و وصل الحال في النساء الى حمل االدوات الز ارعية والسكاكين والقتال فيها وتزعمت المقاومة النسائية ماريا جورجاالكيس Georgalakis( )Maria وهي ام أرة قروية ادعت قبل أسرها إنها قتلت سبعة عشر جندي مظلي والمقابل أسرت القوات االلمانية عدد كبير من النساء اليونانيات انتقاما لشجاعتهم في المعركة وقدر عدد النساء الذين رحلن قسرن الى المانيا بخمسمائة ام أرة بينما الذين قتلن في المعارك )21( الضارية ضد القوات االلمانية قدر عددهن ألف ام أرة. لم تقتصر المقاومة النسائية للقوات النازية على النساء المسيحيات بل شاركن النساء اليهوديات في المعارك ضد النازيين فعلى سبيل المثال هناك فتاة يهودية هي ساره يهوشوا Yehoshua( )Sara وعرفت أيضا باسم ساريكا )Sarika( وكانت في سن ال اربعة عشر من عمرها عملت ممرضة في بلدتها جالكيدا مركز جزيرة أيبويا التي تقع في وسط اليونان فكانت تداوي الجنود الجرحى والمبتورين االط ارف الوافدين الى بلدتها من المعارك الضارية التي جرت في الجبهة االلبانية ونجت والدتها من اعتقال القوات النازية وأحرقت القوات الغازية القرى التي آوت اليهود وقد اتخذت النساء من قمة الجبل في ستينا )Steni( وسط اليونان مق ار لقيادة المقاومة النسائية وتم تجنيد اثنتي عشر ام أرة لمقاومة االلمان ومنهن ساريكا التي انحصر 339

5 دورها في تشتيت أنتباه القوات االلمانية وسحبها لمناطق نائية بعيده عن أهدافها الرئيسية وبعد ذلك تلقى عليهم قنابل المولوتوف من قبل بقية مجموعة النسوة المقاومات 340 )22(. دفع الشعور الوطني الم أرة اليونانية لمجابهة القوات النازية الغازية على الرغم من عدم وجود حقوق سياسية لها لكن الواقع السياسي في البالد فرض عليها دخول الساحات العامة والمشاركة في المظاه ارت ضد القوات المحتلة وأبلت النساء المنتمات لفصائل عام المقاومة بالء حسنا في المقاومة ورفدت ورصنت أف اردها موقف المقاومة والسيما النساء ذات التوجه )23( اليساري في حين النساء المؤمنات بالفكر االيديولوجي اليميني ساهمن في حياكة القمصان للجنود هذا من ناحية ومن ناحية أخرى عاملت القوات النازية النساء بمنتهى الوحشية فقد قتلت ام أرة وهي تحمل طفلها على صدرها في تشرين الثاني عام 1944 وهذا دليل واضح على همجية تلك القوات في تعاملها مع المجتمع اليوناني 1944 قدر للم أرة ان تعود الى أدوارها التقليدية بصورة مؤقته خالل عام )24(. وبعد طرد القوات االلمانية من اليونان 1945 )25(. ويمكن االستنتاج مما تقدم بأن تعامل المجتمع اليوناني مع الم أرة على غ ارر المجتمعات الشرقية المحافظة فالظروف السياسية السيئة واالحتالل النازي خلق مناخ مناسب لبروز الم أرة على الساحة المقاومة لالحتالل. ثانيا : التحديات السياسية التي واجهت الم أرة اليسارية اليونانية أدت الظروف السياسية في اليونان وحالة الحرب االهلية بين النظام الملكي اليوناني وبعض الفصائل التي كانت مقاومة لالحتالل االلماني الى بروز دور الم أرة ذات التوجه السياسي اليساري فقد سنحت الفرصة لها في المشاركة في المنظمات السياسية التي تخدم قضيتها وفي ظل الظروف العصيبة التي كانت تمر بها البالد والتي كانت في غاية التعقيد تم )26( تحشيد الم أرة اليونانية للمشاركة في الجيش الديمق ارطي اليوناني )D.A.G( وبالفعل جندت أعداد كبيرة من النساء في الجيش المذكور والسبب الذي دعا النساء الى االنضمام للجيش الديمق ارطي اليوناني هو النقص الكبير في الموارد البشرية ونتيجة للسياسة الوحشية والعنف الذي كانت تتعامل بها الجماعات اليمينية الموالية للحكومة والتي كانت تسمى وحدات األمن )27( المحلية Ypaithrou( )Monades Asfaleias فقد هربت أعداد غفيرة من الفتيات من بطش تلك الجماعات التي كانت تجوب بعض القرى الموالية للفصائل اليسارية وتالحق النساء مثل :)الصياد الذي يالحق فريسته( وعند الظفر بها غالبا ما كانت النساء تغتصب أو تقتل وذلك األمر أدى الى زيادة أنتساب النساء الى الجيش الديمق ارطي اليوناني )28(. يمكن االستنتاج مما تقدم بأن السياسة االنتقامية التي أتبعتها الحكومة اليونانية والجماعات الموالية لها في المناطق التي هيمنت عليها الفصائل اليسارية المعارضة للحكومة دفعت الكثير من نسائها الى االنضمام الى الجيش الديمق ارطي اليوناني سواء بصورة طواعية أو مجب ارت من أجل الحفاظ على عدم تعرضهن لألذى من قبل الجماعات الحكومية. )29( استثمرت قيادة الحزب الشيوعي اليوناني )K.K.A( لجوء الكثير من النساء الى الجيش الديمق ارطي اليوناني من أجل تعبئة النساء وكسبها لصالح الجيش الديمق ارطي اليوناني دون المساس بطبيعة العالقات االجتماعية القائمة بين الم أرة والرجل في المجتمع اليوناني المحافظ وبسبب طبيعة المرحلة الحرجة واشتداد الحرب االهلية اليونانية ال توجد إحصائيات دقيقة عن عدد النساء في الجيش الديمق ارطي اليوناني ولكن بصورة عامة بلغت نسبة مشاركتهن في القتال حوالي من ثالثين الى خمسين بالمائة في حين سبعون بالمائة اقتصرت مهمتهن على تقديم الخدمات للجيش الديمق ارطي اليوناني ونجح الحزب )30( الشيوعي اليوناني في اضفاء الصبغة الدينية ذات النهج البروتستانتي )31( من أجل إعطاء شرعية دينية في التحاق النساء بالجيش الديمق ارطي اليوناني. في خطاباته ضمن جدول أعمال المنظمات الشيوعية تأسيسا على ما تقدم يمكن القول إن اف ارد الحزب الشيوعي اليوناني هم جزء من المجتمع اليوناني الذي عرف عنه شدة تدينه وتمسكه بالمبادئ الدينية المسيحية وعاداته وتقاليده مشابهة للعادات والتقاليد الشرقية والسيما أن العرف االجتماعي اليوناني بين مكانة الم أرة في بيتها وخدمة عائلتها وتلك الظروف فرضت على الحزب الشيوعي اليوناني أن تكون خطاباته ذات

6 مقبولية في االوساط االجتماعية لكي ال يكون منبوذا في طروحاته وخاصة فيما يتعلق بموضوع الم أرة الذي كانت له خصوصيته في المجتمع اليوناني. 341 حاول الحزب الشيوعي اليوناني الحفاظ على كيان الم أرة في الجيش الديمق ارطي اليوناني عن طريق تحديد مسار محدد لعالقات النساء مع الرجال فمنع إقامة عالقات بين الطرفين حتى وأن اقتنع الطرفان فيها فإن عواقب تلك العالقة قد تصل عقوبتها الى االعدام ومع ذلك ضعفت تلك العالقات خالل الحرب االهلية ومن هذا المنطلق فإن الحزب الشيوعي اليوناني عد شرف النساء المناص ارت له رم از لنضالهن الذي هو تكريما للحزب الشيوعي و االمة في نهاية المطاف وهذا يعني إن الحزب الشيوعي اليوناني لم يطعن في بنية الوضع االجتماعي السائد وفي صالحية العالقات بين الجنسين ولم يتدخلوا )32( إلعادة صياغتها. وعند إمعان النظر فيما تقدم يمكن القول إن الحزب الشيوعي اليوناني خالل تلك المرحلة لم يعطي الم أرة اليونانية الحقوق السياسية الكاملة في الدفاع عن قضيتها بحجة الحفاظ على ذات الم أرة. )33( أرسل الحزب الشيوعي اليوناني النساء المقاتالت الحوامل لبلدان الكتلة الشرقية للوالدة فيها وبعد ذلك يتم إجبارهن على ترك أطفالهن في تلك البلدان والعودة الى ميادين القتال في المناطق الجبلية في شمال اليونان وهذا يعني إن الخطاب الشيوعي المحافظ فيه نزعة إقصائية تم اعتمادها من قبل القوى اليسارية في ذلك الحين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بعثت مذكرة الى االمم المتحدة في آذار عام 1947 وضحت بأن النساء العامالت في الجيش الديمق ارطي اليوناني تعرضن لإلهانة )34( واالغتصاب وغالبا ما لم يذكرن قضية االغتصاب وأطلقن عليها مصطلح العار. يبدو إن شعا ارت الحزب الشيوعي اليوناني المتمثلة في الحرية والمساواة لم تطبق على أرض الواقع بكل العناوين التي كان ينادي بها الحزب المذكور والدليل على ذلك انتهاك حقوق الم أرة اليسارية اليونانية من قبل المجتمع العسكري ذات الطبيعة الذكورية دون تحريك ساكن من قبل القادة الشيوعيين وربما عللوا ذلك في طبيعة المرحلة وحالة الحرب االهلية التي هم طرف فيها تستدعي غض الطرف عن تلك االنتهاكات. شكلت القوى السياسية اليسارية بزعامة الحزب الشيوعي اليوناني حكومة اليونان الحرة أو حكومة الجبل في شمال اليونان في الحادي والثالثين من كانون االول عام 1947 ومنحت هذه الحكومة الم أرة بموجب المادة الخامسة من دستورها الحقوق السياسية والمدنية المساوية للرجال وعلى الرغم من المباد ارت التي قادها الشيوعيين بخصوص المساواة والتحرر للم أرة إال أن النظام السياسي لحكومة اليونان الحرة كان على عالقة قوية باألع ارف والتقاليد االجتماعية اليونانية السائدة آنذاك فكل ما نادت به حكومة اليونان الحرة مجرد حبر على ورق واستمرت القيادة الذكورية هي المهيمنة على المشهد السياسي وحتى )35( المنظمات النسوية هيمن عليها بعض الناشطين المناصرين لحقوق الم أرة الذين شكلوا االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة )P.D.E.C) في الخامس والعشرين من تشرين االول عام )36( 1948 الذي تزعمته ج اروا از تشاتزيفاسيليو Χρυσα ( )Χατζηβασιλειου وهي إحدى القياديات في الحزب الشيوعي اليوناني وعمل االتحاد المذكور تحت رعاية االتحاد الديمق ارطي الدولي )37( للم أرة )W.I.D.F( وأعطى االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة الفرضة ألعضائه من النساء المشاركة في المجال السياسي وهدفت حكومة اليونان الحرة الى تعبئة النساء للمشاركة في االتحاد المذكور دون المساس بالتماسك )38( االجتماعي. وعمل االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة على معالجة بعض المطالب الخاصة بالنساء في المجال السياسي وتم تعيين جدول ألعمال منظمة االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة على مستويين: االول تقليدي أهتم بموضوع هيكل االسرة واالمومة بينما الثاني تمثل في المشاركة السياسية والتنمية االجتماعية واالقتصادية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى شهدت المرحلة االخيرة من الحرب االهلية اليونانية والسيما في ربيع وصيف عام 1949 زيادة كبيرة في عدد النساء الملتحقات بالجيش الديمق ارطي اليوناني وتحديدا في المناطق التي أحتدم فيها الص ارع مع القوات الحكومية في المناطق الشمالية والشمالية الغربية

7 من اليونان وكانت الحكومة تجبر كل االف ارد الشيوعيين والموالين للقوى السياسية اليسارية أو المؤمنين بفكرها والمتعاونين معها )40( )39( بالتوقيع على إعالنات التوبة من التأييد لتلك القوى السياسية. 342 ويمكن االستنتاج مما تقدم بأن الحكومة اليونانية اتبعت سياسة اقصائية تجاه الجماعات اليسارية والسيما الشيوعيون من أجل تكميم افواههم وعدم السماح لهم بالمسير في نهجهم السياسي وبما أن غالبية النساء اليساريات كانت تتطلع للمساواة مع الرجال والعمل في الميدان السياسي فإن الحكومة اليونانية وقفت جحر عثرة في طريقهن السياسي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى حتى الحزب الشيوعي اليوناني بقي متقيد بالعادات والتقاليد ولم يفسح المجال للم أرة اليسارية لكي تأخذ دورها الكافي في العمل السياسي. ثالثا : التحديات االجتماعية التي واجهت الم أرة اليسارية اليونانية تعرضت الم أرة اليسارية اليونانية لضغوط اجتماعية غاية في التعقيد فإن المجتمع اليوناني هو مجتمع محافظ نظر الى مكان الم أرة الصالحة يكمن في بيتها الذي فيه تنشأ أسرة متمسكة بالعادات والتقاليد وتخدم زوجها وأبنائها واستغلت الحكومة اليونانية هذا االمر في صالحها وأخذ ال أري العام الداعم لها بتصوير الشيوعيين بأنهم مجموعة من الفاجرين الذين ليس لديهم أي مله أو دين وهدفهم تخريب بنية المجتمع اليوناني والسيما أن الم أرة تشكلت ركيزة أساسية في المجتمع ونجحت )41( الحكومة في تحشيد رجال الدين والكنيسة األرثوذكسية في الوقوف بوجه الفكر الشيوعي ومنع انتشاره وسط المجتمع اليوناني وهناك بعض القصص التي دللت على مدى الضغط االجتماعي الذي واجهته الم أرة اليسارية اليونانية فعلى سبيل المثال هناك )42( أحدى الشابات سجينه سياسية أسمها روكساني )Roxani( من مقدونيا مسجونة في سجن كاليثيا )Kallithea( أصيبت بالصدمة وفقدت صوتها نتيجة الضغط االجتماعي الذي تعرضت له فقد تلقت رسالة من والديها تحثها على التوقيع على )43( اعالنات التوبة. ومن ناحية أخرى أتخذ الحزب الشيوعي اليوناني ق ارر مفاده إن من وقع على إعالنات التوبة يعد خائنا ويجب أن ينفر منه الجماعة الموجودين في داخل السجن الذين لم يوقعوا على تلك االعالنات وينبغي على زوجات الذين وقعوا على اعالنات التوبة أن ينفروا منهم أيضا وأجبروا في بعض االحيان على تطليق زوجاتهم وفي حال رفضهم لذلك يتم تهديدهم بقتل )44( أطفالهم أن لم يطلقوا زوجاتهم. وعند تحليل الواقع االجتماعي الذي تعرضت له الم أرة اليسارية خالل مرحلة البحث يمكن القول إن الم أرة اليسارية عانت من جهة من البيئة االجتماعية المحافظة التي لرجال الدين فيها كلمة مسموعة ومن جهة أخرى فإن الحزب الشيوعي اليوناني لم ينظر إال الى مصلحة الحزب من الناحية السياسية وأغفل الضغوطات االجتماعية والسياسية التي تعرض لها اتباعه فبدل أن يصبر أتباعه على ما حل بهم لم يعذر الذين وقعوا على تلك االعالنات و وصفهم بالخونة. وواجهت الم أرة اليسارية بالمقابل كيل التهم من الجناح اليميني وتم نعتهن بالعاه ارت بسبب تدخلهن في الجانب السياسي بدال من التركيز على الشؤون العائلية ولم تأبه بتلك التهم فقد وقفن أمام رمي الرصاص وهن يستشهدن بأحد االغاني اليونانية التي تقول: " التهم التي كان ينادي منبوذات في المجتمع اليوناني. )45( السمكة ال يمكن أن تعيش على االرض وال تستطيع أن تعيش دون حرية". يمكن القول إن بها الجناح السياسي اليميني من باب تشويه سمعة النساء اليساريات من الناحية االجتماعية وجعلهن )46( وعمدت الملكة اليونانية فردريكا )Frederica) الى إنشاء دار خاص لأليتام في مدينة كونيتسا )Konitsa( التي تقع في شمال البالد بالقرب من الحدود االلبانية وذلك في عام 1947 أشرفت على إدارته المنظمة الوطنية للرعاية )47( االجتماعية من أجل إنقاذ االطفال في المقاطعات الشمالية اليونانية من لهيب الحرب االهلية عالوة على ذلك أسست الملكة فردريكا في نفس العام المذكور صندوق خاص إلنقاذ االطفال اليونانيين من الشيوعيين الذين نقلوهم الى دول الكتلة

8 السوفياتية وكلفت بعض النساء ذات التوجه السياسي اليميني باإلش ارف على الصندوق وأثر هذا االمر بشكل كبير على ال أري )48( العام اليوناني فقد تم إطالق حملة اطلق عليها اسم خالص االطفال. ويمكن االستنتاج مما تقدم بأن الملكة فردريكا نجحت في تأجيج ال أري العام اليوناني ضد ما قام به الشيوعيون بحق االطفال اليونانيين وكسبت تعاطف غالبية فئات المجتمع اليوناني وبذلك أعطت صورة للمجتمع عن الم أرة اليسارية مفادها إن الحزب الشيوعي اليوناني أستغل النساء المناص ارت له ليس من الناحية الفكرية بل حتى من الناحية الجسدية فأخذ اطفالهن منهن ليتم تربيتهم في دول أجنبية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أ اردت تنبيه المجتمع اليوناني الى خطورة االنضمام الى الجماعات الشيوعية المعارضة للحكومة والسيما النساء فإنهن عرضة لالستغالل من قبل تلك الجماعات تماما لمبادئ المجتمع اليوناني المحافظ. وهذا االمر منافي وبدأت الحكومة اليونانية بإدارة مشروع إعادة تأهيل البنية االجتماعية للم أرة اليسارية على المستوى المحلي فعلى الناشطات السياسيات ذات التوجهات الشيوعية االختيار بين أسرهن أو الحزب والسيما أن المجتمع اليوناني كان يقدس دور االمومة في بناء أسرة صالحة تكون فيها الريادة للرجل أو األب ونجح هذا البرنامج الحكومي في تحقيق بعض أهدافه فقد ذكرت إحدى النساء المعتقالت سياسيا إن عددا كبي ار من زميالتها المنفيات سياسيا والسجينات اضطررن الى التوقيع على اعالنات التوبة ليس نتيجة ضغط الدولة فقط بل نتيجة ضغط أسرهن وحجتهن في ذلك من غير المناسب أن تتخلى الم أرة )49( عن عائلتها إذا رفضت العودة إليها وهذا يعني تهديد بنية األسرة وأخالق االطفال للخطر. ويمكن القول إن السياسيات الحكومية نجحت في تحقيق ضغط اجتماعي قوي على أسر النساء اليساريات وأثر ذلك الضغط على تغيير قناعات تلك األسر بضرورة القاء سالح النسوة من ذويهم وعودتهن الى أسرهن. ويعد دخول الم أرة اليسارية الى ميدان الحرب االهلية اليونانية الى جانب الجيش الديمق ارطي اليوناني تحديا للقيم التقليدية للمجتمع اليوناني وذلك من أجل الحصول على حقوقها السياسية المساوية للرجال ولكن فوجئت بالخطاب السياسي للحزب الشيوعي اليوناني الذي دعا في خطاباته بعودة الم أرة الى أدوارها التقليدية في حين كان هدف النساء من االنضمام )50( إليه هو التغلب على القمع السياسي والتهميش الناتج عن ذلك القمع. ويبدو أن الم أرة اليسارية كانت مخدوعة بشعا ارت الحزب الشيوعي اليوناني فإنها أصبحت ضحية لتطلعاتها االجتماعية بين مطرقة الحكومة ذات التوجهات اليمينية المتطرفة وسندان الخطاب السياسي للحزب الشيوعي اليوناني. اربعا : معاناة الم أرة اليسارية اليونانية في ظل السجون والمعتقالت الحكومية: ارتكبت الدولة العنف ضد النساء اليساريات اليونانيات المؤيدات للقوى السياسية الشيوعية عن طريق فسح المجال لقوات األمن التابعة لها باالعتداء عليهن جنسيا ونفسيا فإن هيمنة السلطة السياسية يمكن أن تحقق غرضها عن طريق العنف في )52( )51( إجبار النساء اليساريات على ترك مبادئهن السياسية وتعرضن للنفي في العديد من الجزر اليونانية وكانت معاملة الحكومة اليونانية للنساء المعتقالت غير المتزوجات ممن قاتلن الى جانب الجيش الديمق ارطي اليوناني بمنتهى الص ارمة فقد تم إخضاعهن لفحوص طبية من أجل أثبات عذريتهن ومن جانب أخر خالل صيف عام )53( المائة ام أرة من النساء المعتقالت في جزيرة خيوس 1948 تم تصنيف ما يقارب (Chios( أنهن خط ارت تم عزلهن عن رفيقاتهن والسيما تلك النسوة اآلتي لديهن أقارب من النساء في الجيش الديمق ارطي اليوناني ومن ناحية أخرى أقامت الحكومة اليونانية دو ارت في التربية االخالقية إلعادة تأهيل النساء المنفيات ألسباب سياسية والقيت عليهن محاض ارت من قبل الكهنة وبعض الشخصيات ذات التأثير في المجتمع المحلي كمحاضرين ومصلحين ولعبت الكنيسة األرثوذكسية اليونانية دو ار كبي ار في هذا الشأن وفي )54( االيدلوجية القومية عن طريق خطاباتها التي دعت الى إصالح السجناء في ضوء الخطاب القومي. بناء 343

9 344 وكانت التعليمات داخل المعتقالت بمنتهى الص ارمة وكن يقضين أغلب أوقاتهن داخل زن ازناتهن ولم يسمح لهن بالخروج إال ألوقات قليلة وعلى سبيل المثال بلغ عدد المنفيين من النساء واالطفال )55( فقط في جزيرة تريكيري )Trikeri( في آب عام 1949 حوالي خمسة آالف واجهوا ظروف معقدة ومعاملة سيئة للغاية تت اروح بين نقص المياه والعالج الطبي وسوء التغذية والعمل القسري وأعطي الحق للنساء الوالدة داخل المعتقل وتعرض أطفالهن للمرض والموت واستمرت المضايقات الحكومية بحق السجينات واعتقلت حتى النساء الطاعنات في السن وأجبر االطفال على العيش في خيام بالية مع أقاربهم السياسيين اليساريين على الرغم من حالة الطقس المتطرفة في كثير من االحيان ولقنت السجينات بالجانين القومي والديني وشددت الرقابة عليهن ولم يسمح لهن باالتصال فيما بينهن فقد كانت حياة النساء في منفى جزيرة تريكيري سيئة الى وقت قريب من تشرين الثاني عام )56( )57( وعانت المعتقالت السياسيات في معسكر االعتقال في ماكرونيسوس الجسدي والتهديد الجنسي )Makronisos( من التعذيب واالنتهاك وااليذاء النفسي الى جانب أطفالهن فقد تم تهديد النساء اآلتي لم يوقعن على إعالنات التوبة بخطف أطفالهن من تلك المعتقالت وتم تأسيس مدرسة خاصة إلعادة تأهيل الم أرة وتعرضت المعتقالت للضرب بالسياط واله اروات والبنادق واالحذية وتعذيبهن بعقوبة الفلقة وأصيبت غالبيتهن بالكسور واالو ارم الدموية والشلل واالرتجاج واالنهيار العقلي و واصلت إدارة مخيم ماكرونيسوس ضغطها على المعتقالت من أجل التوقيع على اعالنات التوبة فعلى سبيل المثال وقعت في يوم واحد نصف النساء على اعالنات التوبة نتيجة فقدانهن للوعي أو عدم قدرتهن على المقاومة و واجهن الموقعات على تلك االعالنات بصورة طوعية ضغوط نفسية كبيرة وذلك بسبب نشر أسمائهن في اعالنات الصحف المحلية ويتم ق أرتها بصوت عال في يوم االحد )يوم القداس( في الكنائس الالتي كن ينتمين إليها ومن أجل أطالق س ارحهن توجب عليهن إقناع )58( شخصين آخرين للتوقيع على إعالنات التوبة. وهيمن على المعتقالت في مخيم ماكرونيسوس الحرمان والخوف والرعب فقد كان الح ارس يتحرشون بالسجينات أثناء الليل الى جانب ذلك جرى تلقينهن من قبل الضباط والكهنة من أجل ترك المعتقدات اليسارية أو الموالية للفكر الشيوعي وشهدت بعض المخيمات حاالت اعدام بعض النساء في سالونيك وبات ارس وبعض م اركز االحتجاز االخرى ولم تكن هناك معلومات كافية عن عدد المعدومات وانتاب الرعب والخوف الشديد رفيقاتهن في المخيمات ومن ناحية أخرى أحتجز بعض االطفال مع أمهاتهم كما ذكرنا آنفا و استهدفت الحكومة جسد النساء المعتقالت جنسيا بغية تحويلها من عمل المعارضة السياسية الى نساء ال يتمتعن باألخالق اليونانية ومن ثم تضفي عليهن شرعية المعاملة الوحشية والهدف من هذا القمع السياسي والعنف ليس فقط ضد الجسد المادي ولكن أيضا إرهاب المجتمع الذي تنتمي إليه الم أرة فإن )59( الم أرة معناه تجاوز واضح لقانون الشرف االجتماعي. تريكيري االعتداء على جسد )60( فقد ذكرت الشاعرة السياسية اليونانية فكتوريا تيودورو Theodorou( )Victoria وهي أحدى المنفيات في معسكر بخصوص بعض األشكال الشائعة من التخويف الجنسي من أجل إلحاق العار السياسي على المعتقالت إذ قالت: " هدف الضباط الى إذاللنا في مخيم تريكيري إذ يقوم الح ارس باالعتداء علينا وينعتونا بالعاهرات ويقتلوننا ويحتقروننا عن )61( طريق التحرشات الجنسية من أجل االستسالم السياسي". تعرضن المعارضات السياسيات للعنف الجنسي والنفسي من قبل المنظمات اليمينة شبه العسكرية خالل المرحلة الثانية من الحرب االهلية اليونانية ) ( وذهب ضحية تلك االج ارءات القمعية بعض النساء المدنيات اآلتي ليس لهن أي صالت مباشرة مع الجيش الديمق ارطي اليوناني والحزب الشيوعي اليوناني فقد واجهن الترويع واالعتداء والتخويف من أجل منعهن من االنضمام الى قوات الجيش الديمق ارطي اليوناني فضال عن ذلك تعرضن لالغتصاب الجماعي وأجبرن على ممارسة الدعارة وتم االعتداء عليهن جنسيا في األماكن العامة أو أمام أقربائهن الى جانب إرغامهن على التعري وحلق

10 رؤوسهن ونتيجة لذلك انضمت الكثير من النساء الى الجيش الديمق ارطي خالل مرحلة الحرب االهلية ليس بسبب معتقداتهن )62( األيديولوجية بل نتيجة الخوف من تعرضهن )لالغتصاب والسجن والنفي واالعدام(. وال توجد إحصائيات رسمية للعدد الفعلي لالعتداءات الجنسية فقد تم تسجيل مائتين وأحد عشر حالة في ستة مقاطعة خالل عامي عشر وهناك عدد كبير من الحاالت لم يبلغ عنها بسبب ناموس الشرف والخوف القوي من العار في المجتمع اليوناني وأثبتت الوقائع أن هناك ثالثمائة حالة اغتصاب جماعي لشابات الجئات في مخيم لونينا خالل عام 1945 من أجل منع تجنيدهن من قبل الجيش الديمق ارطي اليوناني ومن ناحية أخرى أجريت غالبية تلك االعتداءات الجنسية من قبل المنظمات اليمينية شبه العسكرية التي تم تشكيلها من قبل الحكومة اليونانية في عام 1946 والتي كانت تسمى وحدات األمن المحلية وبعد مرور عام تحولت تلك الوحدات الى فيلق الدفاع الوطني الذي كان ارتباطه وثيقا بالجيش والدليل على )63( ذلك ما أكده وزير النظام العام أس. ميركوريس )S.Merkouris) في العشرين من آذار عام 1946 على تعاون الجيش )64( مع المؤسسات شبه العسكرية وكذلك مع قوات األمن. وارتكبت االعتداءات الجنسية من قبل المنظمات اليمينية شبه العسكرية كما أسلفنا الى جانب بعض أف ارد قوات الشرطة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن االطباء الذين كانوا موالون للنظام السياسي غالبا ما كانوا يسهلون إساءة معاملة النساء وفي الوقت نفسه أضفى النظام القضائي الجانب الشرعي على ذلك االضطهاد والمضايقات وهناك حالة الفتاة بيبي كا اريباني Karayianni( )Pepi تعرضت لالغتصاب في السجن وهي فاقدة للوعي نتيجة تواطئ الجيش مع الكوادر الطبية وأجهزة الدولة القضائية وحكم عليها باإلعدام من قبل القضاة العسكريين عام 1947 ومن التهم التي وجهت لها إنها عملت بوصفها جاسوسة لمصلحة بلد أجنبي ولم يدرك األطباء الهجوم عليها ولكن عندما حكم عليها باإلعدام إنها رفضت اتهامها )65( بالتعرض لالغتصاب ورفضت الخضوع لفحص طبي ثان. ويمكن االستنتاج مما تقدم أن العنف لم يطال النساء اليساريات بل ذهب ضحيته بعض النساء بسبب تأييد أقربائهن للجيش الديمق ارطي اليوناني ومن جانب أخر كان العنف ضد الم أرة اليسارية بإش ارف وتوجيه بعض الجهات الحكومية من أجل قتل الطموحات السياسية للم أرة اليسارية. الخاتمة جاءت خاتمة البحث محملة بالنتائج اآلتية: تأكد من د ارسة البحث إن الم أرة اليسارية اليونانية عانت من تسلط المجتمع ذات النزعة الرجولية فلم يكن هناك أيمان حقيقي بالدور السياسي الفعلي للم أرة فقد خذلها الحزب الشيوعي اليوناني في بعض توجيهاته وأ ارد أن يكون دورها ذات أبعاد محددة والى جانب ذلك تبين زيف شعا ارت الحزب بخصوص الجانب االنساني فإنه أجبر بعض النساء الحوامل من أتباعه الوالدة في بلدان الكتلة الشرقية وترك أوالدهن فيها والعودة الى ساحات القتال على االرض اليونانية. أثبت البحث أن الم أرة اليسارية اليونانية تعرضت لشتى الضغوط النفسية والجسدية مقابل ترك مبادئها وعلى الرغم من تلك الضغوطات فإن بعض النساء لم يتركن مبادئهن. كشف البحث نجاح الحكومة اليونانية والكنيسة األرثوذكسية في إجبار بعض النساء اليساريات على ترك مبادئهن السياسية بسبب الضغوط االجتماعية التي تعرضن لها من قبل ذويهن. أظهر البحث مدى القمع الذي تعرضت له الم أرة اليسارية اليونانية وبعض النسوة من سكان المناطق المتواجدات في أرض المعركة فإنهن ذهبن ضحية تصفية الحسابات بين الجماعات اليمينية المتطرفة والمؤمنات بالفكر اليساري. 345

11 الهوامش 1. Bernard A. Cook, Women and War, A Historical Encyclopedia from Antiquity to the Present, VOL 1, ABC-CLIO, United States of America, 2006, p Ibid, p تأسس البرلمان اليوناني االول في وقت مبكر من عام 1827 ولكن لم يتم العمل بذلك الدستور طويال سرعان ما قام الشعب اليوناني بالثورة التي انطلقت من أثينا وذلك في الثالث من أيلول عام 1843 وأجبرت تلك الثورة الملك اليوناني آتو االول )I )Otto على منح اليونان دستو ار جديدا واجتمعت الجمعية الوطنية في تشرين الثاني من العام نفسه وتم أنجاز الدستور اليوناني خالل آذار عام للمزيد من التفصيالت ينظر: Ian D. Armour, A History of Eastern Europe : Empires, Nations and Modernisation, ed 2, Bloomsbury, New York, 2012, p ثانوس تيبالدوس مباسياس: ولد في أثينا في عام 1868 وأكمل د ارسته االولية فيها ثم أكمل د ارسته الجامعية في مدرسة القانون في جامعة أثينا وكانت طروحاته السياسية معتدلة وناصر قضية الم أرة وتقلد عضوية البرلمان اليوناني ولمع أسمه عام 1912 عندما طالب مساواة الم أرة مع الرجل بالحقوق وتوفي في عام للمزيد من التفصيالت ينظر: Iris Audē-Kalkanē, Mia antartissa tēs Polēs stēn taragmenē Athēna: Athēna Gaitanou-Gianniou, , Hellēniko Logotechniko kai Historiko Archeio, 1997, p Δ. Σαμίου, «Οι Ελληνίδες : κοινωνικά ζητήματα και φεμινιστικές διεκδικήσεις» στο Ιστορία του Νέου Ελληνισμού , τ.7, Ελληνικά Γράμματα, 2003, σ المجلس الدولي للم أرة: هي منظمة نسائية تعمل عبر الحدود الوطنية من أجل قضية مشتركة هدفها الدفاع عن حقوق اإلنسان للم أرة. ففي آذار ونيسان عام 1888 اجتمعت الزعامات النسوية في العاصمة االمريكية واشنطن برفقة تسعة وأربعون مندوبة يمثلن المنظمات النسائية و وفود من تسع دول هي: )كندا والواليات المتحدة و إيرلندا والهند وانجلت ار وفنلندا والدنمارك وفرنسا والنرويج.( وشاركت في االجتماع المنظمات المهنية النسوية والنقابات العمالية والجمعيات الخيرية. وأصبح هذا المجلس صوتا المستوى على األمم لدى استشاري مركز وبمثابة الدولي المتحدة. للمزيد من التفصيالت ينظر: Linda L. Clark, Women and Achievement in Nineteenth-Century Europe, Cambridge University press, United States of America, 2008, p.p Ε. Καλλιγά, «Εθνικό Συμβούλιο Ελληνίδων: σύντομο ιστορικό» στο Ε. Αργυριάδου, Ε. Βαλάσση (επιμ), 100 χρόνια Εθνικό Συμβούλιο Ελληνίδων, Εθνική Τράπεζα Ελλάδας, Αθήνα, 2008 σ ديمتريوس غوناريس: ولد في مدينة بات ارس اليونانية في الخامس من كانون الثاني عام 1867 وأكمل د ارسته االولية فيها ثم التحق في جامعة أثينا عام 1884 ودرس القانون فيها وبعد تخرجه مارس مهنة المحاماة وهو سياسي بارع يكفينا القول أنه تولى رئاسة الوز ارء ثالث م ارت وشغل عدة حقائب و ازرية خالل مسيرته السياسية وتوفي في الخامس عشر من تشرين الثاني عام للمزيد من التفصيالت ينظر: Dimitris Keridis, Historical Dictionary of Modern Greece, Scarecrow Press, INC, United States of America, 2009, p.p Ε. Αβδελά, Α. Ψαρρά, Ο Φεμινισμός στην Ελλάδα του Μεσοπολέμου. Γνώση, Αθήνα, 1985, σ Ibid, p.p Ν. Ανδριώτης, ΧΡΟΝΟΛΟΓΙΟ ΙΣΤΟΡΙΑΣ ΤΗΣ ΝΕΩΤΕΡΗΣ ΕΛΛΑΔΑΣ, Η ΣΥΝΙΣΤΩΣΑ ΤΩΝ ΓΥΝΑΙΚΩΝ, ΓΓΙΦ, 2011, σ

12 .12 لم يقتصر نشاط جمعية حقوق الم أرة على المستوى المحلي وانما امتد نشاطها على المستوى الدولي فقد تم تأسيس الوفاق الصغير للم أرة بالتعاون مع منظمات مماثلة في كل من )رومانيا ويوغسالفيا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا( وذلك في عام للمزيد من التفصيالت ينظر: Α. Ψαρρά, «Φεμινίστριες, Σοσιαλίστριες, κομμουνίστριες: γυναίκες και πολιτική στο μεσοπόλεμο» στο Γ. Μαυρογορδάτος,, Χατζηϊωσήφ, Χ. (επιμ.), Βενιζελισμός και αστικός εκσυγχρονισμός, Πανεπιστημιακές Εκδόσεις Κρήτης. Ηράκλειο, 1988, σ لم تقف الم أرة اليونانية مكتوفة االيدي تجاه قضيتها فقد شاركت في مؤتمر البلقان الذي عقد في أثينا عام 1930 وفي الخامس من شباط من العام المذكور سمح لها بالمشاركة في االنتخابات البلدية في اليونانية ولم يشارك في تلك االنتخابات سوى )%10( من الناخبات وفي عام 1931 شاركت الم أرة في االنتخابات البلدية في ساموس وشكلت الم أرة عام 1932 لجنة للدفاع عن مصالح الموظفات اليونانيات. للمزيد من التفصيالت ينظر: Ν. Ανδριώτης, Op. Cit., p Ibid, p Δ. Σαμίου, Op. Cit., p.p Ibid, p لوانيس لوانيس ميتاكساس : ولد في منطقة ايثاكا )Ithaca( في الثاني عشر من نيسان عام 1871 وشارك كضابط في الحرب ضد العثمانيين عام 1897 وبعد ذلك انضم الى هيئة االركان بعد قيام التحديث في الجيش قبل حروب البلقان وشارك بشكل فعال بتلك الحروب وأصبح رئيسا لهيئة االركان عام 1913 وتمت ترقيته الى جن ارل عام 1916 ونتيجة لنشاطه السياسي تعرض للنفي خارج البالد وبعد إعالن الجمهورية الثانية عاد الى البالد في آذار 1924 وتقلد عدة مناصب ومنها وزير لالتصاالت وعندما عاد النظام الملكي فإن الملك جورج الثاني بعد مشكلة انتخابات عام 1936 عينه وزي ار للحرب ثم رئيس وز ارء مؤقتا وفي ال اربع من آب عام 1936 أعلن حالة الطوارئ وعلق عمل البرلمان الى أجل غير مسمى وذلك بدعم من الملك وبقي على أرس السلطة حتى وفاته في التاسع والعشرين من كانون الثاني عام للمزيد من التفصيالت ينظر: Jesse Russell, and Roanld Cohn, Loannis Metaxas, Book on Demand, United States of America, Ν. Ανδριώτης, Op. Cit., p Bernard A. Cook, OP. Cit., p 252; James Truslow Adams, Those Greek Women, للمزيد من التفصيالت عن دور المرأة اليونانية في مقاومة االحتالل االلماني ينظر: Peter D. Chimbos, Women of the Greek Resistance Against the Axis: An Historical and Sociological Perspective, Magazine Atlantis: Critical Studies in Gender, Culture & Social Justice, Vol. 28.1, Fall/Winter, 2003, p.p Ronald J. Drez, and Douglas Brinkley, y. Heroes Fight like Greeks., CO: Ghost Road, Denver, p Bernard A Cook, Op. Cit., p.p Bernard A Cook, Op. Cit., p اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني في بلدة بتريتش )Petric( في بلغاريا في الخامس عشر من كانون االول عام 1945 وقررت إعادة تنظيم بقايا منظمة أيالس )ELAS( تحت مسمى جديد هو الجيش الديمق ارطي 347

13 348 اليوناني وفي أب عام 1946 عينت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني الجن ارل ماركوس فافيادس ( Markos )Vafiadis قائدا للجيش المذكور. للمزيد من التفصيالت ينظر: Changhee Han, The Greek Civil War, Korean Minjok Leadership Academy, Research Paper, AP European History Class, Winter 2007, p VI. 28. الجماعات اليمينية شبه العسكرية )وحدات االمن المحلية(: قررت الحكومة اليونانية في تشرين االول عام 1946 تشكيل وحدات االمن المحلية وتم تغيير اسمها الى فيلق الدفاع الوطني 1947 وبلغ عدد تلك الوحدات في حزي ارن عام )the National Defense Corps( في أيلول عام 1948 ثمانية وتسعين وحدة استمر نشاطها خالل مرحلة ما بعد الحرب األهلية. للمزيد من التفصيالت ينظر: Polymeris Voglis, Becoming a Subject: Political Prisoners During the Greek Civil War, Berghahn books, United States, 2002, p Bernard A Cook, Op. Cit., p تأسس الحزب الشيوعي اليوناني في ال اربع من تشرين الثاني عام 1918 باسم حزب العمل االشت اركي في اليونان في مدينة سالونيك وكانت لجنته المركزية تتألف من خمس أشخاص وفي تشرين الثاني عام 1924 تم تغيير أسمه الى الحزب الشيوعي اليوناني وتبنى هذا الحزب مبادئ الماركسية اللينينية. للمزيد من التفصيالت ينظر: Peter Mackridge, Language and National Identity in Greece, , Oxford University Press, New York, 2009, p.p البروتستانتية: حركة دينية نشأت عن حركة اإلصالح الديني التي تزعمها مارتن لوثر في القرن السادس عشر و تنطوي مبادئها على األفكار التحررية في األمور الدنيوية والدينية واعطاء الفرد حرية التقدير والحكم على األمور والتسامح الديني وذلك مضاد للتقليد في السلطة الدينية والفرد يكون مسؤول تجاه اهلل وحده وليس أمام الكنيسة ويستعمل البروتستانت في صلواتهم )التو ارة( عكس باقي الطوائف المسيحية األخرى التي استعملت )العهد الجديد( ويعتنق ستين بالمائة من سكان الواليات المتحدة البروتستانتية ويشتق منها عدة طوائف منهم االنجيلكان والمشيخان والسبتيون. للمزيد من التفصيالت ينظر: Joanne Stephen, and Others, Protestantism, ed 3, Chelsea House Publishers, New York, Janet Hart, New voices in the Nation: Women and the Greek Resistance ( ), Cornell University Press, United States of America, 1996, p Ibid, p.p الكتلة الشرقية: هو مصطلح أطلق خالل الحرب الباردة على االتحاد السوفياتي والبلدان التي إما كانت تحت سيطرتها أو كانت من حلفاءها في أوروبا الشرقية والوسطى. للمزيد من التفصيالت ينظر: Constantine Panos Danopoulos, and Daniel Zirker, The Military and Society in the Former Eastern Bloc, Westview Press, United States of America, Ibid, p.p كان الغرض من تأسيس االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة بالدرجة االساس ضمان االهداف السياسية للحزب الشيوعي اليوناني الذي استغل هذا االتحاد للتمسك بخطابه المحافظ فقد وظف بعض النسوة في االتحاد المذكور من أجل العمل لصالحه فيما يتعلق باستخدام الخطاب المحافظ المتوافق مع لغة العادات والتقاليد اليونانية المحافظة. للمزيد من التفصيالت ينظر: Margaret Poulos, Arms and the woman: just warriors and Greek feminist identity, Columbia University Press, United States of America, 2009, p ج اروا از تشاتزيفاسيليو: ولدت في استانبول في عام 1904 وسط عائلة ميسورة نسبيا ثم انتقلت عائلتها الى اليونان والتحقت بالمدرسة الفرنسية الكاثوليكية لل ارهبات في مدينة بي اريوس اليونانية وتعلمت فيها اللغة الفرنسية بطالقة ثم

14 استقرت عائلتها في أثينا وفي مطلع شبابها تبنت االيديولوجية الشيوعية المستوحاة من ثورة تشرين االول عام 1917 في روسيا وأطلعت على أس ارر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني منذ عام 1924 ونتيجة لتوصيات الحزب الشيوعي اليوناني عملت كاتبة في السفارة السوفيتية في أثينا وبعد ذلك ذهبت الى موسكو للد ارسة في الجامعة الشيوعية لعمال الشرق وخالل د ارستها في هذه الجامعة تعلمت اللغة الروسية وتم انتخابها لعضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي اليوناني وهي أول ام أرة يونانية تدخل عضوية ذلك المكتب في السادس من كانون االول عام 1935 ونتيجة لنشاطاتها السياسية تم اعتقالها من قبل الحكومة اليونانية في أوائل عام 1938 في مدينة سالونيك شمال اليونان وظلت رهن االعتقال في جزيرة كيمولوس في بحر أيجه مع بعض زمالئها الشيوعيين وخالل االحتالل االلماني لليونان في نيسان عام 1941 وفي العشرين من نيسان من العام المذكور فرت من جزيرة كيمولوس مع بعض زمالئها الشيوعيين و أعادة بناء الحزب الشيوعي اليوناني وساهمت في تأسيس منظمة جبهة التحرير الوطني لمقاومة القوات النازية المحتلة وشاركت في الحرب االهلية الى جانب الشيوعيين وشاركت في اتفاقية فاركي از في الثاني عشر من شباط عام 1945 التي عقدت بين فصائل المقاومة والحكومة اليونانية لمناقشة الوضع السياسي في اليونان وحملت لواء الدفاع عن حقوق الم أرة اليسارية اليونانية فقد أسست االتحاد الديمق ارطي الهيليني للم أرة عام الحزب الشيوعي اليوناني حتى وفاتها في بودابست عام للمزيد من التفصيالت ينظر: 1950 ثم نقلت 38. االتحاد الديمق ارطي الدولي للم أرة: تأسس في باريس في أواخر تشرين االول عام 1948 وأستمر نشاطها السياسي في رفاتها فيما بعد ودفنت في أثينا عام وهو أكبر منظمة نسوية بعد الحرب العالمية الثانية وناصرت النساء التي كانت توجهاتهن يسارية وركز هذا االتحاد على جملة قضايا منها: السالم العالمي وحقوق الم أرة ومكافحة االستعمار ومناهضة العنصرية. للمزيد من التفصيالت ينظر: Francisca de Haan, The Women's International Democratic Federation (WIDF): History, Main Agenda, and Contributions, , Street Press, LLC, Central European University, Budapest, Royal Institute of International Affairs, Chronology of International Events and Documents, Vol. 5, The Institute, 1949, p إعالنات التوبة: ظهرت تلك االعالنات منذ بداية عام 1933 وهي عبارة عن بيانات تؤكد على ب ارء الموقع عليها من الحزب الشيوعي اليوناني ونبذ أفكاره واستمرت ظاهرة تلك االعالنات خالل الو از ارت اليونانية المتعاقبة التي ت أرسها لوانيس ميتاكساس خالل االعوام ) ( وأثبتت تلك االعالنات بأنها وسيلة فعالة للقضاء على سياسة الحزب الشيوعي وتشويه سمعة أعضائه ومع بداية الحرب االهلية اليونانية خالل الحرب العالمية الثانية تم تفعيل العمل باإلعالنات المذكورة وأثمرت تلك السياسة عن تنازل اعداد كبيرة من اليونانيين عن مبادئهم السياسية وبالمقابل كان الحزب الشيوعي اليوناني يطرد كل من وقع على تلك االعالنات لضمان وحدته وصالبته وكانت ترسل تلك االعالنات الى مكتب النائب العام و و ازرة العدل والكنيسة والبلدية وتنشر في الصحف المحلية ويتم احتجاز الموقعين على تلك االعالنات في م اركز االعتقال وغالبية الموقعين على تلك البيانات لم يوقعوا عليها بإ اردتهم بل نتيجة االف ارط في التعذيب الصارم الى جانب ارهابهم وتخويفهم. للمزيد من التفصيالت ينظر: Polymeris Voglis, Op. Cit, p.p Royal Institute of International Affairs, Op. Cit., p

15 42. األرثوذكسية: هي أحدى العقائد المسيحية التي نتجت عن خالف الكنيسة الشرقية التي كان مقرها بيزنطة مع الكنيسة الغربية التي مقرها روما وتم االنشقاق أيام بطريك القسطنطينية ميخائيل كير والرس عام 1054 م وكانت الخالفات سياسية أكثر مما هي دينية. للمزيد من التفصيالت ينظر: Sergiĭ Bulgakov, The Orthodox Church , fo. Thomas Hopko, tr. Lydia Kesich, Centenary Press, London, سجن كاليثيا: كاليثيا هي أحدى المدن اليونانية ويعود تاريخ موقع بناية السجن الى عام 1896 حينما كان أول موقع للرماية االولمبية وعلى أنقاضه تم أنساء مساكن جديده أصبحت فيما بعد مدرسة وبعد االحتالل االلماني النازي لليونان عام 1941 حولها االلمان الى سجن. للمزيد من التفصيالت ينظر: Hetaireia Byzantinon Spoudōn, Epetēris Hetaireias Vyzantinōn spoudōn, Vol. 45, Athens, 1982, p.p Richard Capell, Simiomata: A Greek Note Book, , MacDonald, 2008, p Margaret Poulos, Op. Cit., p.p Quoted in: Bernard A. Cook, Op. Cit., p فريدريكا ارنست أوغسطس: ولدت في دوقية ب ارونشفايغ في اإلمب ارطورية األلمانية في الثامن عشر من نيسان عام 1917 وكان والدها دوقا لدوقية برونزويك نشأت وترعرعت في المانيا والتقى بها في عام 1936 خالل دورة األلعاب الزواج منها و اقت ارح بول و اليونان عهد ولي برلين في األولمبية عن خطوبتها أعلن الثامن والعشرين من في رسميا ايلول عام في حين أن موعد الزواج في التاسع من كانون الثاني عام 1938 وكان الزواج في أثينا وغادرت مع العائلة المالكة بسبب احتالل اليونان من قبل النازيين عام 1941 وعادت الى اليونان في عام وكان للملكة دور سياسي في البالد خالل االعوام إلى جانب الملك بول االول و شغل منصب الملكة األم خالل االعوام مدريد في توفيت و في عام بعد إسبانيا اليونان غادر 1967 في السادس من شباط بسبب إتباع 1981 عام الدكتاتورية ودفنت مع في أف ارد العائلة الملكية المقبرة وبقيت المالكة في اليونان. إيطاليا. في للمزيد من التفصيالت ينظر: Dimitris Keridis, Op Cit, p.p Loring M. Danforth, and Riki Van Boeschoten, Children of the Greek Civil War: Refugees and the Politics of Memory, The University of Chicago Press, United States of America, 2012, p Bernard A Cook, Op Cit., p Janet Hart, Op. Cit., p Ibid, p تأسس النفي االداري خالل حكم رئيس الوز ارء اليوناني لوانيس ميتاكساس ) ( وأصبح أحد الوسائل االكثر فعالية في القمع السياسي وعلى االغلب كان ضد الشيوعيين المواطنين ذوي التوجهات اليسارية واستمر هذا النوع من االعتقال عرفا سائدا لدى الحكومات اليونانية المتعاقبة وخالل مرحلة الحرب االهلية اليونانية وفي طليعة المستهدفين أعضاء الحزب الشيوعي اليوناني والنقابات العمالية وبات النفي السياسي السمة الرئيسة للسجن والعقاب ونتج عن ذلك نفي آالف المواطنين اليساريين من الرجال والنساء في العديد من الجزر في بحر إيجة وبذلك استخدمت الحكومة النفي كوسيلة الستئصال التيار السياسي اليساري ونزع اعالنات التوبة منهم قس ار وعمدت الحكومة تطبيق تعليماتها واضفاء الطابع المؤسسي على تلك التشريعات القمعية فقد حظرت تلك التشريعات النشاط السياسي إلسقاط النظام السياسي الى جانب منع نشر االفكار المعارضة للحكومة. للمزيد من التفصيالت ينظر: Polymeris Voglis, Op. Cit., p.p

16 53. نفيت النساء اليساريات والشيوعيات الى جزر خيوس (Chios( وتريكيري )Trikeri( و ماكرونيسوس )Makronisos( وتم توقيف بعضهن في جزيرة ايكاريا )Ikaria( استمر بقاء بعض النساء المنفيات الى جزيرة ايكاريا حوالي ستة أشهر من تشرين االول عام 1947 حتى آذار عام 1948 وبعد ذلك نقلوا الى جزيرة خيوس التي تقع في الشمال الشرقي من بحر ايجة والى جانب ذلك نفيت بعض النساء الى جزيرة آيست ارتيس.)Aisteatis( للمزيد من التفصيالت ينظر: Ourania Staveri, To MartyrikoTrigono Ton Exoriston Gynaikon, Greek, 2006, p.p جزيرة تريكيري: وهي احدى الجزر اليونانية النائية في والية تساليا. للمزيد من التفصيالت عن الجذور التاريخية لهذه الجزيرة ينظر: William Martin Leake, Travels in northern Greece, VOL IV, London, 1835, p.p Polymeris Voglis, Op. Cit., p.p جزيرة ماكرونيسوس: هي جزيرة قاحلة صغيرة في اليونان قبالة ساحل أتيكا في بحر ايجة استخدمت طيلة القرن العشرين كموقع للنفي وخالل الحرب االهلية اليونانية والسيما خالل عام 1947 أستغل معسكر االعتقال في هذه الجزيرة من أجل إعادة تأهيل الجنود ذوي التوجهات السياسية المشبوهة فقد تم إرسال ستة عشر ألفا ومائتين جندي الى الجبهة بعد إعادة تأهيلهم لقتال رفاقهم السابقين ومما الشك فيه أن اندماجهم في المؤسسة العسكرية هو مكسب حقيقي للحكومة اليونانية وخالل مرحلة انتهاء الحرب االهلية في أيلول عام 1949 بلغ عدد المنفيين أثنا عشر ألف منفي ومنذ ذلك الحين أصبحوا تحت رعاية رئاسة أركان الجيش للمزيد من التفصيالت ينظر: Marjorie Agosín, A Map of Hope: Women's Writing on Human Rights : an International Literary anthology, Rutgers University, New Jersey and London, 1998, p.p Ourania Staveri, Op. Cit., p ماكرونيسوس: وهي أحدى الجزر اليونانية التي تقع على بحر ايجة وغير مأهولة بالسكان تم استخدامها في الحرب االهلية اليونانية بوصفها سجن ضد المعارضين للنظام السياسي اليوناني آنذاك. للمزيد من التفصيالت ينظر: Monika I. Baumgarten, and Peter M. Nahm, Greek Islands, Macmillan, 1995, p.p Janet Hart, Op. Cit., p Ibid, p.p فكتوريا ثيودورو: ولدت في خانية التي تقع ضمن جزيرة كريت في جنوب اليونان عام 1926 وأكملت د ارستها األولية فيها ومنذ نعومة أظفارها كانت موهوبة بالشعر وخالل د ارستها في المرحلة الثانوية أسست منظمة محلية لمقاومة االحتالل النازي عام 1942 وأنهت د ارستها الجامعية في قسم الفلسفة في جامعة أثينا وساهمت بنشاط المقاومة الوطنية ضد قوات االحتالل االلمانية وفي مطلع عام 1948 تم نفيها الى العديد من الجزر اليونانية النائية وتم إطالق س ارحها في كانون االول عام 1952 ونشرت مجموعة من قصائدها الشعرية عام 1957 ونشرت أثنا عشر مجموعة شعرية ونثرية. للمزيد من التفصيالت ينظر: Bruce Merry, Encyclopedia of Modern Greek Literature, Greenwood Publishing Group, United States of America, 2004, p.p Quoted in: Ourania Staveri, Op. Cit., p Ibid, أس. ميركوريس: ولد في أثينا عام 1895 وسط عائلة أرستق ارطية ونشأ وأكمل د ارسته األولية فيها ثم ألتحق بالمدرسة 351 الحربية وتخرج فيها برتبة مالزم ثان في سالح الفرسان وشارك في القتال في الحرب العالمية االولى وبعد ذلك دخل الى الميدان السياسي وساهم في تأسيس حزب الشعب وفي عام 1929 أنضم الى الحزب ال ارديكالي القومي وخالل األعوام